lundi 31 octobre 2011

"شوي سكسي" لمعالجة التحرّش الجنسي أم للدعوة اليه؟



بين روائع اغنيات العصر التي اصبحت وللاسف تتّسم بالسطحية  والاباحية والتي اصبحت "تفرّخ"  بنفس الزخم التي "تفرّخ" فيه مغنيات اقل ما يقال عنهن انهن آتيات من عالم آخر بعيد كل البعد عن عالم الفن والجمال حيث هذه الاقانيم اذا اجتمعت في فنانة لسطعت كنجمة كبيرة في عالم الغناء، مغنيات اتيات من الجهة المقابلة لما ذكرته سابقاً، اي لا جمال في الصوت ولا فن في الغناء، فقط جمال في المظهر الذي اصبح يطغى على الجوهر.
وما لفتني مؤخراً اغنية، لا اعرف اذا كان بامكاني وصفها بالاغنية، لنقل "كلام بذيء" مصفوف ليؤلف اغنية لا تصلح لأن تستمع اليها لا على الراديو ولا ان تشاهدها على التلفزيون، اغنية "شوي سكسي" للمغنية هايا وهي من كلمات الشاعر فارس اسكندر والحان سليم سلامة وتوزيع عمر صباغ، ثلاثة اسماء كبيرة في عالم الاغنية الحديثة.. نعم، هذه التحفة الفنية كتب كلماتها فارس اسكندر الذي قدّم سابقاً أغنية "الف ومية" للفنانة نوال الزغبي، و"عبالي حبيبي" للفنانة اليسا، وغيرهم من المع نجوم الغناء.
الاغنية تتكلم عن فتاة "شوي سكسي" تتعرض لتحرشات الشباب لأنها ذهبت لتسهر وحدها بعيداً عن حبيبها الغائب عنها، وفي الحقيقة ان الصبية "كتير سكسي" وهي من ساهمت بالدرجة الاولى بلفت انظار الشباب المخمورين اليها، فهي تغني وتتدلع وتتلوى و تتأوه في الاغنية، فكيف سيصمد امامها الشباب؟ ولا ادري على اي اساس قرر الشاعر فارس اسكندر بأن الاغنية تعالج قضية التحرش بالمرأة، ولا اعرف كيف قرر الشاعر وعلى ماذا اعتمد في اغنيته هذه ليوجه من خلالها رسالة اخلاقية كبيرة؟


لنفنّد سوياً كلمات الاغنية الخبطة "شوي سكسي" فهي تقول:
"سآل عني تطمن عني بركي صرلي شي
كتار هني ومش حدّ مني  انت ، وخفت كتير
كان لبسي شوي سكسي وكل واحد صار يحكي
وكان بدي تكون حدي تكسرهن تكسير"


في هذا المقطع نلاحظ ان الفتاة ذهبت للسهر دون حبيبها في ملابس "سكسي"، ما يدل على ان الفتاة لعوب وهي تقصدت السهر بعيداً عن حبيبها للفت الانظار اليها بملابس هي بنفسها اعترفت أنها مثيرة، فمن هنا الذي يدعي للتحرش، هي ام هم؟

وتعود المغنية لتقول:
"كل واحد عالسكر شو افتكر اني بنت سهلة
وصار يعمل دكر كأنو شايل حديد
انا قلتلن فشر يا بشر
انا ربوني أهلي
شو ممنوع السهر اذا وِاحدة حبيبها بعيد"


وفي هذا المقطع، نتأكد ان الفتاة توجّهت الى مكان للسهر، ولا نستطيع أن نحدد ما اذا كان هذا المكان راق لتتواجد فيه فتاة بمفردها أم لا، ولكن من المؤكّد أن الشباب المخمورين في هذا المكان لا يستطيعون التمييز بين فتاة صالحة وأخرى غير صالحة. فاستناداً الى الكلمات، "الدكر" في هذه الأغنية هو من فقد شيم الرجولة وتبع غريزته، فأصبح"الدكر" الذي ينقض على فريسته التي تتمتع بالمواصفات التي تذكرها الاغنية بالتحديد.
اغنية "شوي سكسي" ما هي الا نسخة مشوهة عن اغنية "لمّا بمشي عالطريق" التي اثارت ضجة كبيرة عندما تم طرحها بالرغم من عدم وجود الفضائيات آنذاك ولا هذا الكم الكبير من وسائل الاعلام، ولم تكن موضة دفع الاموال لدعم الأغنيات عبر الاذاعات رائجة لتتحفنا الاذاعات بهذه النوعية من الاغنيات التي تشتري الهواء على طريقة المتركاج الاذاعي، فتسمعنا اياها في النهار الواحد عشرات المرات. الفرق شاسع ما بين "لما بمشي عالرصيف" و"شوي سكسي"، وعفوا ياحبايب على اغنيات تشوّه الذوق العام وتساهم في تدني مستوى الاغنية اللبنانية، وهنا أريد التنويه أن الفنانة هيفا وهبي لم تخطئ عندما رفضت الأغنية حين عُرضت عليها كما قيل.
"رزق الله على اغنيات الخفة والدلال والدلع التي كانت تُقدمها نجمات عريقات، والله ينجينا من هذا الزمن الذي اصبح فيه شعبان مخلوط برمضان والحابل بالنابل والصالح بالطالح..عفواً يا حبايب".


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire