lundi 31 octobre 2011

دارين حمزة: "من شروطي ما بشلح كل تيابي..وعلى الناس ألا يعاقبوني"


دارين حمزة، ممثلة لبنانية كفوءة، مثقفة من الدرجة الأولى، ومتخصّصة في هذا المجال بعدما تابعت دراساتها العليا في أهم الجامعات ببريطانيا وتحديداً في جامعة وستمنستر حيث نالت شهادة الماجستير في التمثيل والإخراج. مثّلت دارين العديد من الأدوار في لبنان وسوريا والخليج ونفتخر بها كونها من الممثلات اللبنانيات المشهورات في ايران، وهي على درب الشهرة في الشرق الأوسط.. من "طالبين القرب" وصولاً الى اليوم، اجتهدت فوصلت الى الاحتراف، ومؤخراً فيلم "فندق بيروت" الذي قامت ببطولته اثار ضجةً وجوبه بالكثير من الانتقادات لما يحتويه من مشاهد جريئة، لذا قابلنا الممثلة دارين حمزة لتوضيح جميع المغالطات التي طالت الفيلم وصولاً الى الحديث عن جديدها في هذا الحوار الشيّق.

ما هي أهم المحطات التي طبعت مسيرة دارين حمزة التمثيلية؟
على الصعيد اللبناني، البداية كانت بفيلم الجاسوسة الاسرائيلية شولا كوهين التي جسّدت دورها وهي قصة حقيقية من اخراج فؤاد خوري. أمّا على الصعيد الأفلام الايرانية، فأذكر الفيلم الأهم وهو "كتاب قانون" وفي رصيدي سبعة أفلام ايرانية اكسبتني خبرة كبيرة في السينما. وفي سوريا، قدّمت عام 2009 فيلم "الدوّامة" في شخصية ناديا نجمي ومن اخراج المثنى صبح. كما شاركت هذا العام في مسلسل "الغالبون" بدور بتول من اخراج باسل الخطيب، ومسلسل "الشحرورة" بدور نجاة فغالي من اخراج أحمد شفيق. على الصعيد الخليجي، شاركت في جزئين من مسلسل "هوامير الصحراء" بدور بشرى من اخراج ايمن الشيخاني، ومسلسل "سليم ودستة حريم" بدور الزوجة اللبنانية التي تدعى هيفا. وبالعودة الى لبنان، اشارك في عمل جديد يحمل اسم "غزل البنات" للمخرجة رندلى قديح وتدور الأحداث حول أربع بنات بشخصيات مختلفة وهذا المسلسل سيعرض على شاشة المؤسسة اللبنانية للارسال، وانتهيت من تصوير "The Team" (الفريق)  مسلسل عبارة عن 15 حلقة تدعو لرسالة ضد الطائفية لذا أحببت تشجيع هذا العمل الخيري، وعودة تلفزيون لبنان بـ "الهروب الى النار" في  15 حلقة من كتابة جان قسيس واخراج البير كيلو وأشارك فيه مع الممثل طلال الجردي ومجموعة من الممثلين. وصولاً الى الفيلم السينمائي "فندق بيروت" من انتاج لبناني-فرنسي مشترك من بطولتي والممثل الفرنسي شارل بيرلينغ، بمشاركة عدد كبير من الممثلين امثال رودني حداد، وسيشارك الفيلم في مهرجان دبي بشهر كانون الاول بعدما جال على عدد من المهرجانات العالمية.

يمكن القول أن الهجوم الاعلامي على فيلم "فندق بيروت" بدأ قبل مشاهدة العمل وتقييم اداء الممثلين، في حين انهالت الانتقادات بعد تصريح الممثل رودني حداد أن الأفلام المشاركة في المهرجانات لا تذكر عبارة التحذير من دخول القاصرين. كيف تجيبين على هذه الانتقادات؟
اريد التوضيح أن خبر استياء بعض العائلات العربية الموجودة في بلجيكا والتي اصطحبت أطفالها الى المهرجان لمشاهدة الفيلم هو خبر كاذب، وتقدّم الصحافي المصري الذي نشر الخبر باعتذار لمخرجة العمل وللمهرجان لأن المهرجانات السينمائية العالمية لا تسمح بدخول الاولاد بسبب عدم وجود قسم لديزني فيها، بل الأفلام المعروضة في هذه المهرجانات مخصّصة لمحبّي السينما وصنّاعها. "بيّن انّو ما في شي من هالحكي.. عالميّاً ما في ولاد.. للأسف كانت اشاعة وانتشرت، وبعد تبيان الحقيقة أصبح هذا الصحافي على القائمة السوداء للمهرجان".

فلنتكلّم قليلاً عن المشهد الاباحي، هل قمت الممثلة البديلة باداء كل تلك المشاهد بالنيابة عنك؟
أدّت الممثلة البديلة  جزء صغير من بعض المشاهد وليس جميعها، وعلى الناس الا تحكم على العمل قبل مشاهدته فبالنهاية خبرتي في هذا العمل كانت بتأدية دور غريب عنّي لأنّي اعتدت في مسيرتي أن اختار الأدوار ذات شخصيات مختلفة ولا أكرّر نفسي فأحرص على اختيار القصص الواقعية والتي قد يفضل البعض عدم التطرّق اليها. وتجسيد تلك الأدوار لا يعني أنّي اؤيّدها او أرفضها لكنّي كممثلة أنقل قصّة شخصية معيّنة، وصودف هذه المرّة أنّي جسّدت شخصية فتاة متطرّفة قليلاً أو "خوتة" او تشعر أن زوجها يخونها فتقع بغرام شاب جديد.. "أكيد كان كلّه تمثيل، بتقنيات تمثيلية، انه دور جريء، وبعدما اتخذت قرار الموافقة على هذا العمل كانت مهمتي كممثلة أن أجسّد الشخصية".

هل هذا يعني انّك من قمت بتأدية المشاهد الاباحية؟
هناك أكثر من مشهد في الفيلم، وما يمكنني قوله اني مثّلت بعض المشاهد الجريئة لكن فلينتظر الجمهور حتى مشاهدة الفيلم "لأنّو هلأ بيتخايلوا اشيا، ما بعرف شو عم يتخايلوا".

بعض الأفلام السينمائية قد تتضمّن مشاهد اكثر جرأة، لماذا برأيك المشاهد لا يتقابل هذه المشاهد في فيلم لبناني-فرنسي؟
اعتقد أن الجمهور يطمح دوماً الى أن تكون أفلامنا بمستوى الأفلام الأجنبية التي يستمتع بمشاهدتها، لكن عندما يشاهد شخصية تشبهه أو قريبة منه عندها يرفض تقبّل واقعه، "دايماً المشاهد العربي بيحبّ يكون كل شي مخبّأ".

علم النفس يقول أن المشاهد يحبّ مشاهدة شخصية معينة للتشبّه بها وهنا دور المشهد الاباحي الذي قد يوحي للمشاهد بأنه سيحصل وقد يخيب أمله عندما يحصل العكس، الى أي مدى المشهد الاباحي يمكنه ان يخدم الدور بالفيلم؟
هذا الفيلم هو قصة حبّ واقعية تروي قصة امرأة تريد أن تعيش الحب المجنون، لذا علينا أن نكون واضحين وصريحين قد نتقبّلها او نرفضها لكنها تحصل في هذه الحياة. وعندما لا نتقبّل وجودها في الحياة انها مشكلة لأن السينما بنظري هي مرآة تعكس الواقع ومن قصص الواقع هناك قصة "زهى".

الى أي مدى قد تسمحين لنفسك بتقديم الاباحية خدمةً للدور الذي تجسديه؟
طبعاً لدي شروط معينة وذكرتها في بنود العقد.. "اكيد كلّو تمثيل ما رح يصير شي حقيقي" وهناك حدود معينة لا أصل لها "يعني ما بشلح كل تيابي". بالنهاية "زهى" هي بطلة الفيلم ولم تظهر في هذا المشهد فقط بل تبكي وتحزن وتحب وتغنّي لتعبّر عن نفسها في 90% من الفيلم، أمّا تلك المشاهد فلا تشكّل اكثر من 10%.

كيف تدافعين عن نفسّك لتأكّدين ما قاله الممثل رودني حداد بأن دارين كانت محترفة بأداء هذا الدور والاباحية تخدم الفيلم وبرهان على الاحتراف؟
صحيح لأن خطيئة "زهى" في فيلم "فندق بيروت"  وجرأتها وضعفها تكمن في علاقتها مع هذا الشاب التي تختصر شخصيتها، ولكي نتمكّن من التعبير عن هذه الشخصية بشفافية وكي نكون واقعيين بنقل احساسها كانسان خاض تلك التجربة كان لا بد من الاحتراف. عندما كنت أقرأ السيناريو، في بعض الأماكن شعرت أن "زهى" ضعيفة، وأحياناً كرهتها، وأحياناً أخرى تعاطفت معها. أنا تجرّدت ومثّلتها بكلّ شفافية واحتراف لأجعل المشاهد يصدّق انها عاشت تلك الأحداث.

ماذا تقولين للقرّاء والمشاهدين الذين يريدون مشاهدة فيلم "فندق بيروت"؟
اقول لهم: لا تحكموا على الفيلم مسبقاً ولتتقبلوا أن هناك شخصيات جريئة في الحياة أحياناً يجب أن نعرضها على الشاشة، فالدنيا ليست دائماً كما نحن نتخيّلها بل هناك الكثير من الأحداث تحصل، وليعرف المشاهد أن دارين حمزة ليست زهى، واذا أرادوا معاقبة زهى فليعاقبوها هي ولا يعاقبوني فأنا ممثلة.

في حين لمع نجمك في ايران كنت بعيدة قليلاً عن التمثيل في لبنان، هل تحزنين أن اللبنانيين لم يقدّروك؟
"ما بزعل من اللبنانيين" لأننا بصراحة لا نملك كمية كبيرة من الانتاج السينمائي في لبنان، "بايران بيعملوا 100 فيلم بالسنة، نحنا بننطر سنتين تلاتة ت يطلع فيلم هيدا اذا طلع.. مش الحق على اللبنانيين، الحق على الانتاج انو مش مدعوم وما عنّا صناعة سينما"، لكني اشكر الايرانيين لأنني اكتسبت منهم خبرة عالمية والتقنيات السينمائية التي أوصلتني اليوم الى الأدوار التي تعرض علي.

بعد البطولة في شولا كوهين وفندق بيروت، جسّدت في مسلسل "الشحرورة" دور نجاة، هل الدور الثانوي او المساند لا يقلّ أهمية عن الدور الأساسي او البطولة؟
طبعاً لا يقلّ أهميّة اذا كانت شخصية حقيقية وتواجدت في حياة الشحرورة الا وهي شقيقتها نجاة، صباح هي شخصية مهمة جداً بالنسبة الي كفنانة لبنانية وبالنسبة الى فئة كبيرة من اللبنانيين لأنها أيقونة وصلت الى القمة في السينما في مصر وفي الطرب فتركت بصمة.. اذا احبّوها أو لم يحبّوها تركت بصمة كبيرة جداً ومشاركتي في "الشحرورة" كانت بمثابة تحية لها.. في طفولتي كنت اتمنى أن اقف مثلها الى جانب عبدالحليم حافظ، ولأن كل شخصيات العمل كانت حقيقية وموجودة في حياة صباح اعتبر انها شخصيات مهمة.
هل كنت تفضّلين لو لم تطلب بعض الشخصيات عدم تواجدها في مسلسل "الشحرورة" ووصل بعضهم الى رفع دعاوى قضائية؟
أكيد لكن بالأحاديث الذاتية البعض لا يحب التكلّم بها.. "العالم أوقات ما بتحبّ تكون هالقد صريحة، في اشيا صريحة لدرجة بتجرح المشاهد والأشخاص المعنيين بس يمكن نتوصّل شي نهار لتكون كل الاشيا واضحة".

البعض لا يحب الصراحة وقد يوافقه الاعلام ايضاً، هل انت مستعدة نفسياً في حال هاجمك الاعلام؟
اعتقد أن الاعلام سيقف الى جانبي لأن الجميع يحب من يعمل على نفسه للاحتراف ويحاول فتح باب على مجال يتمناه الجميع لكنهم يفتقدون للجرأة في حين يصفقون لجرأة الأجانب.

الغالبون وشولا كوهين وفندق بيروت أعمال تتناول وضع الارهاب الاسرائيلي. هل تكرهين اسرائيل وما هو موقفك السياسي؟
بصراحة أنا بعيدة عن السياسة لكنّي ألالحظ أن راهناً الجوّ العام للمسلسلات يتوجّه صوب هذا الموضوع، وحتى الأجانب يصدرون أفلاماً عن العراق والشرق الاوسط، لذا ربما تحوّل هذا الموضوع الى مركز اهتمام السينما والمسلسلات. شخصياً، ابتعد عن السياسة لأني "ما كتير بفهم فيها"، لكنني كممثلة أدعو الى وقف الحروب في العالم والفن يرطّب الأجواء واللغة الوحيدة لتقريب الناس من بعضها البعض فأفضّل أن أكون سفيرة اكثر من أتحيّز الى طرف معين، علينا كفنانين أن نساهم بالتحام المشاكل وتوحيد الشعوب تماماً كاللغة السينمائية.

هل من كلمة أخيرة؟
أتمنى من الجميع الا يطلق الأحكام قبل التأكّد بنفسه من الأمور وأتمنى لجميع القرّاء اياماً جميلة.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire